المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢١

اليوم ال30 ( خذاني الواهس )

 حين كنّا صغارًا كنّا ننام على السطح، وكانت اختي الصغيرة تخبرنا بأنها ترى أحيانًا من خلف شرشفها الكحلي نخلة نحيفة تدور علينا كلّ ليلة. تغطينا وتحرسنا من الأرق، والحشرات، لذلك نغطّْ في نومٍ عميق ونركض بأمانٍ خلف الأحلام. كنا نضحك عليها بالطبع، حتى اصابتني الحمى  ذات مرّة، ولم أستطع أن أنام، فشاهدتُ تلك النخلة، تدور علينا واحدًا واحدًا، ولما وصلت اليَّ كانت: أبي.

اليوم 29

لدي ما إومن به لجلب الحظ السعيد وهو شريط من القماش احملهُ مَعي اينما ذهبت وفي كثير من الأحيان يجلبُ لي الحظ السعيد وي ُ قيني من الكَثير من المخاطر وانا ا ُ سميه الشريط العجيب .. في العد َّ يد من المناسبات اقسم لأصدقائي بأني قد نَسيتُكِ ولا اُريد أن اخوضَ حديث يَذكُر معاناة علاقة سابقة وع َ دم قدرة الأخر على النسيان فذلك الموضوع ي ُ ضحكني واخشى جرح المقابل بسماجة شخص متلكئ المشاعر لا ي َ حترم مشاعر من يَشكي له .. هذا ما قد يظنه المقابل . بعد أن اقسمتُ لاصدقائي مئات المرات بأني قد نَسيتُكِ يَخرج سؤالاً من احد الافواه " ما هي مواصفاة فتاة احلامك " بعد هذا السؤال احسستُ بأني في مأزق وقد ضاقت بيَّ السبُل. انا الفطين المؤلف بحنكة والكاذب بحبكة لم اعرف ماذا اقول والاصدقاء يترقبون الأجابة . اخاف أن اذك ُ ر اي صفة والكل يعرف صِفاتُكِ بعد ثرثرتي الطويلة عنكِ .. الأصدقاء ينتظرون الأجابة ، والأجابة كانت كُل َ ها في مضمونكِ ، كأني لم ارى امرأة غيركِ لكي اسرد بعض الأكاذيب  كأني لم اخ ُ لق من رحمِ امرأة وكأن عيناكِ هي التي فعلت .. بعد الكَرُّ وَالفَرُّ  لم استطع ان انطق بكلمة واحدة .

اليوم 28

 بالقرب من السوق الدولي الذي يُقام في كل عام التقيتُ بامرأة سويدية في منتصف الأربعين، تشبه المانجا الناضجة جدًا، تلك المانجا التي تذوب في يدك قبل أن تصل إلى فمك، مما يضطرك إلى لعق أصابعك وانت تتناولها، سألتني بعد عدّة كلمات افتتاحية عن السوق والبضائع والتُراث : -  انتَ عراقي اليسَ كذلك؟ - بالطبع وهذا واضح من سمرتي .. - هل تعمل في البورصة؟ أراك لا تفارق كمبيوترك... - أنا أعمل كاتبًا.. - هل يكتب العرب؟ - ألم تقرئي كتابًا عربيّا من قبل، أقصد كتابًا مترجمًا عن العربية؟ - في الحقيقة لا، لأني لم أكن أعرف أن العرب يصدرون شيئًا غير النفط والحرب.. على العموم أنا آسفة، هل لي أن أسألك عن ماذا يدور كتابك؟ - عن النفط والحرب.

اليوم 27

 "هل أنت شاذ يا علي" ـ ماذا تقصد بشاذ؟ "آه نسيتُ أنك من أولئك الليبراليون الذين تحتالون على المعنى ولا تسمون الأشياء بأسمائها، قصدتُ هل أنتَ مِثلي الجنس؟" ـ أنا اعرف لماذا تسأل هذا السؤال يا عبيدة ، لكني لن أشارك في لعبتك، لأنك ستنتصر فيها، فهذا ملعبك، لكني، لا، أنا لستُ مِثلي، أنا جنوبي. "ماذا تقصد بأنك جنوبي؟" ـ الجنوبيون يستطيعون العيش، بنصف معدة، بنصف ثوب، بنصف حلم وبنصف أمان، لكن عيبهم أنهم لا يستطيعون العيش إلا بقلبٍ كامل، لذلك فحينما يقعون في العشق، يقعون بكل تلك الأنصاف التي يفتقدونها، اضافة إلى الأنصاف التي يمتلكونها بالفعل، يقعون على عيونهم، وصدورهم، وخدودهم، وآذانهم، وخواصرهم، وليست هنا المشكلة..  المشكلة عندما يتركهم من أوهمهم بالحبِّ ويرحل، لا يعود الجنوبيون مثلما كانوا يعيشون بأنصاف الأشياء، بل تتوقف عندهم الحياة، لأنهم يفقدون قلوبهم في تلك التجربة.

اليوم 26

أنا المحاربُ الذي لا يستريح، حارس مدينتها العظيم، مهرجها الذي لا يعرفه أحد، أنا عاشق الأميرة التي لا تبالي. ما زلتُ حاملاً قلبي بكفي، أحاربُ من أجل ضحكتها وحوش النهار، وتنانين الليل، وكوابيس المناماتِ. أحاول حماية قداسة قلبها من جفاف الأيام، وبرودة جيش الشتاء المتدفق من زاوية الروح. أتلقى الطعنات من جميع إتجاهات الألم، أدس ظهري في ثقوبِ مفاتيح الأبواب، محاولاً منع رياح النظر إلى عذرية لون شعرها الأشقر المتطاير كالسحاب فوق رأس عيوني. حتى الآن نجحتُ بالتغلُّب على كلِّ الأخطار المحدقة بها وفشلتُ بأن أحميها مني. أنا العدو الأخطر والوحش الذي لا يهزمه أحد. أنهبُ صورتها كلًّ ليلة حتى الصباح، وأرحل في نهر عينيها مجدفًا بقلبي من على قوارب شفتيها كلَّ نهارٍ حتى المساء. أتيهُ مختارًا في تضاريس وجهها، أمزق أشرعتي، وأرمي ببوصلة الخروج خارج هذا العالم كي أتيه أكثر. أنا الذي أقسمت أن أحبها صامتًا، وأهاجر صوب شمسها حدّ اللاعودة للمنطقِ. أنا الأحمق الذي أخفتها حين أحببتها أكثر مما تُطيق، فخافتْ وابتعدتْ.

اليوم 25

انا اعظم سارق قد عَرفهُ التاريخ .. أسرُق الضحكات وأسرُق السعادة وأسر ُ ق دراجةَ اخي الهوائية لكي استطيع ان اذهب الى العمل . في احد الأيام كان اخي قد سَئِمَ من س َ رقتي لدراجتهُ، وكان لا بُدَّ ان يمنعُني من إعادة السرقة كل يوم ، فقامَ بِشراء قفل ليقوم بقفل الدراجة . كانت الحلول تَسْتَنجدُ امامي وحل اخر لتكملةِ يومي قد ماتَ سُدَّة . لكنَ السرقةِ لازالت حل قائم ، بعد ت َ رجي اخي والتوسل الطويل ركبتُ الباص وقمت بسرقًة اخرى، لم ادفع الأجرة وكان لدي عذر لم يُرضيني الى الان وهو اني سمعت الشيخ يقول أن تأكل ولو كانت ميتت ً ا خير لك من أن تموت والله خيرُ الغافرين ، وانا كنتُ كل ما املكهُ بعض الدنانير التي ت ُ نجدني من ان اموت من الجو َّ ع او اقوم بدفعها لسائق الباص، وبالطبع كنت أُفضل ان أبقى بصحةً جيدة لكي اقوى على عملي و كانت هذه المرة الاولى والاخيرة التي اشبع بها بفضل رجل دين ، لكنها لن تتبرأ من كون ِ ها سرقة ... اخر سرقة قمتُ بها هي تلك النظرات الخجولة التي اطاحت بي بزِنزانة وردية وحكم مؤبد من العشق .

اليوم 24

 تذكرتكِ وأنا عائدٌ بسيارة الأجرة. صوت المؤذن في الخارج يدعو الناس لصلاة الفجر، وصوت الراديو يبث أغنية (من غير ليه) لعبد الوهاب، بينما كنتُ أراقب القمر الذي يراقب حديقة منزلكِ . قال السائق: القمرُ كبيرٌ هذه الليلة. قلت له: كانت أمي تقول أن المشتاق يرى وجه حبيبه في القمر. قال: أنا لا أشتاق إلى أحد. لا وقت عندي للشوق، فلدي أفواهًا كثيرة لإطعامهم. قلت: أنا أشتاق كلّ الوقت، لأني مثلكَ لدي أفواهًا كثيرة لإطعامهم..  أفواهُ الغياب،  وتذكرتكِ.

اليوم 23

 نادرًا ما تجد شخصًا مكتملًا بذاته، مكتفيًا بذاته، جميلًا بذاته. التفاصيل هي من تُجمِّلنا؛ الثياب الأنيقة، قصة الشَعر، قوة وفخامة العِطر، لون العدسات، ملامحنا أثناء الحديث، كأتساع بؤبؤ العين، كارتفاع وانخفاض الحاجبين، كابتسامةٍ عفوية، أو مدروسة بمهارة عالية كي تبدو عفوية، لكن أجمل شيء يُجمِّلنا هو الآخر.  نحن لا شيء دون الآخر، هذه حقيقة، ومن يكابر فهو يشاهد برامج التنمية البشرية بكثرة. هذا ما يجعلنا نتعلق بالأشخاص، والتعلق مؤذٍ وقاس، فالبشر مزاجيون جدًا، يُغيِّرون رغباتهم باستمرار، ومع كلّ تغيّر أنت تحزن، تتألم، تشعر بالفشل، بالوهن، بالتعب، بالخسارة. نحن ننكسر مع كلّ ابتعاد، ونحاول أن نتأقلم مع الجرح، ونحاول أن نشفى، ونحاول أن ننسى، ثم نعود إلى خطيئتنا الأولى، خطيئة التعلق بالآخر الذي يكسرنا، حلقات داخل حلقات، متاهة تؤدي إلى أخرى وانكسارات لا حصر لها، هذهِ هي الحياة. هناك من يفهمون كلَّ هذا ويعتزلون الحياة، يأخذون زاويةً بعيدةً ولا يجرؤون على الاقتراب من أحد خوف التعلّق به، لا طاقة لهم على الانكسار، لكنَّ الحياة لا تتركهم في حالهم، تبعثُ لهم من يغويهم ويخرجهم من عزلتهم، ثمَّ يتغيَّر مز

اليوم 22

 رأيتها البارحة، وكانت تمشي وحيدة مثل نخلة يابسة، بمحاذاة الرصيف، وعلى بُعد خطوتين امامها، كان هناك رجل ما، يمشي مشية عسكرية، كانه جندي منتصر يجر أسيره، أو كانه قاتل مأجور مستهتر، قتل ضحيته وراح يسحل الجثة. الرجال ليسوا دائمًا بهذا السوء، لدينا نماذج نبيلة أيضًا. هناك نساءٌ تبيع الجنس بـ عَشْوة، ولا أقصد بـثمن وجبة عشاء، بل أقصدها بحرفية خالصة.. هنآك نساء تبيع الجنس مقابل وجبة عشاء تحضرها معك، وما يتبقى من الـعَشْوَة تأخذها لاطفالها أو عائلتها.  الرجل النذل الذي يستغل جوع امرأة لوجبة عشاء هو ذات الرجل النبيل الذي يستغل جوع امرأة الى حضن، ويفارقها في الصباح وقد نسي أن يحضنها.

اليوم 21

كلَّما اشتقتُ إليكِ ذهبتُ إلى قسم العطور النسائية وتوقفتُ عند قسم كوكو شانيل.  بعض النساء عطرهنَّ أحضان، وبعضهنَّ عطرهنَّ سجادة صلاة وتوبة، وبعضهنَّ عطرهنَّ مخدة ريشٍ وحلم لا يقبل القسمة على رجلين، أما أنتِ فعطركِ قطرة الماء الاولى التي خلقتْ كل شيء، خلقت النجوم والقمر والشمس وسبع سماوات وثمانية كواكب، وخلقت نار الشوق ورماد الحنين وبرودة السكينة لقلبِ عاشقٍ ولهانٍ بعد منتصف الليل. كلُّ العطور كان عليها تخفضيات هذا اليوم، ربما احتفالًا بعيد ميلاد احدهم، إلا عطركِ كان بكامل بهائه خلف زجاجِ صندوقٍ خشبيٍّ من السنديان المغمس بعطر المسك المخفف بزيت الزعفران، لم تشمله التخفيضات بالطبع ولم يتركوا منه قنينة للتجربة المجانية..  كان مكتوبًا على الخزانة:  رشّةٌ واحدةٌ من هذا العطر، تستحق لأجلها، أن تأتِ إلى هذه الحياة، وأن تُعاني، وأن تموت. فكيف بامرأة كلها هذا العطر؟

التقرير الثاني

صورة
 مرحبا  انا الكاتب علي عظيم اقوم بكتابة المقالات والقصص القصيرة والنصوص الادبية ، افرغ نفسي في اليوم ساعتين حتى اكون بمكان هادء وبعدها ابدي اسرح بخيالي واسترسل واكتب ما يدور في ذهني. هدفي ان اكون كاتب على مستوى عالي واقوم بتأليف مجموعة من الكتب . هذا التحدي كان اثبات لذاتي باني قادر على ان اكون كاتب على مستوى عالي واقدم افكاري بطريقة سلسة تلامس وجدان القارئ. التقدم ملحوظ من خلال تطوري بالكتابة والتطور الذهني  والبراعة في الارتجال وتجسيد الموقف . بالفترة الاخيرة بدأت بقراءة كتاب وعاظ السلاطين للدكتور علي الوردي  ومستمر بالتردد على موقع حكم وهواي جاي يفيدني . باليوم اقرا ساعة ونص الى ساعتين ومرات اكثر حسب الفراغ والمو، ومخصص ساعتين للكتابة وهاذي ثابتة . التقدم لحد الان ممتاز السيطرة والقابلية عالكتابة صارت اكبر وصرت اكثر تمرس والتطور جيد جدا والحمدلله جدا راضين عالجهد الابذلة والنتائج الاحصلها . تعلمت ان اصغر فرصة ممكن تتقدملي هي حلم كبير اذا استغلت صح ، من زمان وانا اكول راح اوصل وراح انجح بس بعد هذا التحدي تعديت مرحلة الثقة بنفسي، خلص انا نجحت ما باقي الا مجرد وقت بسيط حتى اتوج نجاحي

اليوم 20

 هذا الصباح، وليس بعيدًا عن البحر، كنا نجلس، ثلاثة أجلافٍ، على قهوة برازيلية. تحدثنا عن الله والدم والصحراء والمذاهب، حتى جاءت صديقتنا الرابعة. كنا نشرب القهوة بانوفنا الكبيرة، مثل وحوشٍ كاسرة، حتى تركت بقايا من روجها البرتقالي على حافة الفنجان الأسير الساقط من ضعف مقاومة النعومة. كنا نتحدث بأصوات عالية كصوت طبولِ قبيلةٍ بدائية، حتى جاءت ورنّ هاتفها بمقطوعةٍ لـياني. قالت بأنها وهي في الطريق، شاهدت حذاء ً أعجبها فدخلت المحل ورأت هناك وردة، فاشترتها. وحينها، وحتى فارقتنا، كان كلامنا عن البنفسج. بعدما ذهبت، قلت لاصحابي: هل رأيتم كيف يتحول السيف الى وردة؟

اليوم 19

  "صباح الخير يا حبيبتي، هل نمتِ جيدًا؟ هل رأيتني وأنا أطوف بشباك حلمكِ كتاجرٍ عراقيٍّ تاه في مكة قبل ولادة نبيها، وطاف مع العرايا حول الكعبة بحثًا عن إله جديد يحقق له أمنيته، بعدما هجر (آن وانليل وإينانا ومردوخ)؟" - ما هذا الهراء؟ أتريدها أن تبدأ يومها بهذهِ الترهات؟ امحِ الرسالة وحاول مجدَّدًا.. "صباح الخير يا حبيبتي، هل استفاقت شمس العالم؟ هل تثاءبت على سريرها وتمطّت قبل أن ترفع رأسها لتراني واقفًا مثل هُبل، يتقبل النذور ليحرس أحلامها، وليبارك تجارة الصحراء، ويُحِّبل النساء بالذكور الذين سيموتون في الحرب؟" - الحب يجعل الرجال أغبياء، هذه قاعدة عامة، لكن أن يحولهم إلى "دُهن الغباء وعصيرته" فهذا شيء جديد، حاول مجدَّدًا، امحِ ما كتبته واكتب لها شيئًا رقيقًا. "صباح الخير يا حبيبتي، كيف أنتِ اليوم؟ هل شربتِ القهوة بعد؟ هل وقفتِ أمام شباك المطبخ ونظرتِ الى الشمس وهي تشرق؟ لا بدَّ أنها تشرق من شباككِ وتبدأ رحلتها صوب العالم، لتعود آخر الليل وتنام تحت سريرك." - لقد تحولت الآن من عاشقٍ إلى عالم فلك وانت حتى لا تعرف اتجاهات الشمال من الجنوب من الغرب من ا

اليوم 18

 زارنا مرّة صاحبُ أبي بعد أن أبحرَ حول العالم. كان شيخاً جميلاً يشبه أنطوني كوين في فيلم العجوز والبحر. وبعد أن نام الجميع، بقي الصاحبان يتسامران تحت ضوء القمر. كنتُ أنا لم أغفُ بعد، فقرَّبتُ فراشي من حرف السقف الذي كنتُ أنام عليه، ورحتُ أتلصّصُ عليهما من الأعلى. كانت تلك المرّة الأولى التي أرى فيها بحّاراً حقيقياً. كنتُ أتخيلُ البحّارة كلهم بعين واحدة، والعين الأخرى مربوطة بقطعة جلدٍ سوداء، ولديهم يداً واحدة، واليد الأخرى التي أكلتها سمكة القرشٍ رُكّبَ عليها خطّاف حديدي، وهم أيضًا بساقٍ واحدة، والساق الاخرى خشبية. سأل البحّار والدي: ـ ألمْ نتفق - أنا وأنت - ألا نرتبط بامرأةٍ حتى نلفّ العالم بمركبنا؟ كيف حدث وتزوجت، وتركتني، وتركتَ البحر؟ قال أبي: ـ هل تذكر عندما تعطلت بوصلتنا، وجرفنا البحر بعيداً عن اليابسة، وكدنا نهلك؟ فقال البحّار: ـ نعم، دائماً ما أتذكر تلك الحادثة، ولولا تلك النجمة القطبية التي دنت من مركبنا، وبقيتْ معنا لثلاثة أيام تدلنا على الطريق، لما نجونا. فقال أبي: ـ لقد تزوجتُ تلك النجمة.

اليوم 17

 قد تلتقي بالشخص الصح، الشخص المناسب، توأم روحك، لكن العلاقة ستفشل، لأنكَ التقيتَ به في الظروف الخاطئة. الحبُّ ليس كلّ شيء، عليك أن تدرك ذلك، وكي تدرك هذه الحقيقة عليك أن تنضج، والنضوج يحتاج إلى الوقت. ليس هنالك عمرًا ولا خططًا معينةً تجعلك ناضجًا.  النضوج هو: حاصل جمع التجارب الفاشلة.  هناك شيءٌ آخر: الفشل يجعلكَ أكثر تكيّفًا في المستقبل، يجعلكَ تفهم وتحلِّل الظروف والإشارات والمشاعر بشكل أفضل، وقد تنجح حتى مع الشخص غير المناسب. النضوج يجعلك انسانًا أكثر قابلية على البقاء، لكن أقل سعادة، وهذا لا يهم كثيرًا، لأن السعادة نادرة في هذا العالم.

اليوم 16

 نحن لا نفشل في الاحتفاظ بالعلاقات، بل نفشل في تقبُّل تأريخ صلاحية العلاقات. كل علاقة لها تأريخ صلاحية، ومن المفترض أننا نقرأه قبل الخوض في تلك العلاقة. هناك علاقة لديها تأريخ نهاية صلاحية قريب، وهناك علاقات منتهية الصلاحية أصلًا قبل الاستخدام، وهناك علاقة يكون تأريخ نهاية صلاحيتها بعيد نسبيًّا، ومع الاحتفاظ بها في درجة حرارة معقولة، يمكن لنا أن نُطيل من عمر تأريخ صلاحيتها أكثر.. لكن في النهاية كل علاقة لها تأريخ صلاحية وستنتهي حتمًا. يُخطئ من يظن بأنه فشل بالاحتفاظ بعلاقة ما، فوظيفتنا ليست الاحتفاظ بالعلاقات، بل بمقدرتنا على الحبّ، وما دمنا قادرين على الحبّ فأننا نؤدي وظيفتنا كما ينبغي. معنويات اليوم ...

اليوم 15

 حينما كنتُ مراهقاً، كتبتُ سبعًا وستين رسالة حب لأبنة الجيران التي لا تعرفني.  كتبتها بلا أسماء، كنتُ أخشى أن تقع في يدِّ شخصٍ ما وأُفتَضحْ،  الحبُّ كان حرامًا في ذلك الزمان. لم أرسل أيَّاً منها، كنتُ جبانًا جدًا، وفي لحظة ملعونة؛ فقدتُ الرسائل كلّها دفعة واحدة، لا أعلم أين أختفت.  لأيام تحاشيتُ النظر لوجه أبي، أمي لم تكن تعرف القراءة، هذا جيّد، لكنَّ أخويَّ الكبيرين كانا يعرفان القراءة، أبي كان يعرف. لماذا لم أحرق تلك الرسائل الملعونة بعدما تزوجت إبنة الجيران؟ لماذا احتفظتُ بدليل إدانتي؟؟ كانت أيامًا قاسيةً ومرعبة. وحيث أن الرسائل لم تظهر، تناسيتُ الموقف شيئًا فشيئًا مع رتابة الحياة. بعد سنوات، وفي أوج مشكلة أخي الأصغر وزوجته، سبب المشكلة أن أخي أراد أن يتزوج زوجةً ثانية، فجاءت زوجته ونثرت رسائلي كلّها أمام الجميع، وقالت: ـ إنظروا لكلِّ هذه الرسائل، إنها من جعلتني أتعلق به، أنظروا كم كان يحبني، بالله عليكم خبروني كيف يمكن لهذا العشق أن ينتهي؟

اليوم 14

 اتصلتْ لتعتذرَ عن موعد العشاء الذي كان.. قالتْ بأنها لسببٍ ما، لا تعرفه، لم تحضر، وطلبت مني أن أغفر لها، فقلتُ لها لا عليكِ. أفكرُ الآن في سببٍ مقنعٍ لكي أرمي الطعام الذي طبخته، والشموع التي أشعلتها، وربطة عنقي الجديدة. ربما لأنها لم تثق بفستانها القصير الموشَّى بالدانتيلا الحريري الضاحكِ من برد الليل.. ربما كلبي الغبي الجولدن ريتريفير  ـ الذي يشبهني غباءً ـ لا يروق لها.. ربما ظهرتْ لها شامةٌ شقراء فجأة، في موضعٍ ما من جسدها، ولا تريدني أن أراها.. ربما تَعِبَتْ ابتسامتها من برامج المواعدة، وقررّتْ العبوس وحدها.. وربما هنلك سببٌ آخر، قد يكون: أنها وقعتْ مثلي في فخِّ الوحدة.

اليوم 13

 في حالات الحزن الشديد، يتمنى بعض الرجال لو كان بمقدور أحدهم أن يتحول الى امرأة، أو أن تعيره امرأة ما قابليتها على البكاء.  الانسان بحاجة الى دموع كي لا يهلك قلبه من حصار الحزن القاحل له.  الرجال، مع الأسف لا يستطيعون البكاء طويلًا. ثمَّ بعد أن يبرد دمعهم،  يتأكدون من هزيمتهم،  يحاولون استعادة وقارهم الذي ساح كدم جمجمة،  يلملمُون المناديل الورقية الرطبة من على أسرَّتهم،  يحذفون بضع منشورات فيسبوكية كتبوها ساعة غباءٍ صرفة،  يتأكدون من قدرة أقدامهم على الوقوف، ومن قدرة قلبهم على الفراق، ويغادرون بصمت هذه المقبرة. هذا ما استطعت ان اكتبهُ اليوم .. الوضع مشتد الوطيس 😅

اليوم 12

 في خاصرة النهر الملتوية، كأفعى جميلة، على جذع نخلةٍ غير مبالية، كنتُ أجلس ذلك الصباح، أغازل سمكةً حِمريَّة، بجرادةٍ شهية. كان يومًا دافئًا بامتياز من أيام شهر كانون الثاني، تحول في لحظة، إلى ساحة حربٍ شرسة. صوت رصاص مختلف الأحجام، ضجيج طيور خائفة، وبدأت  تتساقط الطلقات السائبة قريبًا مني، على مقربة من النخلة التي أجلس تحتها، بعدها بدأ تساقط الرصاص في النهر وتحول إلى تنين ينفخ الموت بجنون.  في الأثناء مرَّ طفلٌ صغير يركض حافيًا بإتجاه مركز الجحيم.  سألته عن الخبر؟ قال وهو يواصل الركض بأن شيخ (المعدان) مات. رفعتُ صوتي قليًلا حتى اوازنُ المسافة بيننا وقلتُ له: ولماذا كلُّ هذه الإطلاقات؟ أجابني دون أن يلتفت:  إنهم يرمون السماء، علَّهم يقتلون الله الذي قتل شيخهم.

اليوم ال11

  مرَّة رأيتُ أمي تجلس على سجادة الصلاة هادئة، وتبتسم كتمثال المبجل بوذا، وتراقب أبي المشغول عنها بإصلاح منجله. شاكستها قائلا: ـ مع أنكِ أجمل من أبي، لكننا، أنا وإخوتي، كلنا نشبهه. فقالت: ـ لو كان أبوك يحبني أكثر لكنتم تشبهونني. فقلت لها: ـ وما دخل الحب بالشبه؟ قالت: ـ الحب يجعلك لا تمل من الإنشغال بملامح الحبيب.. تقف عند شفتيه عمرًا.. تقف عند أنفهِ، عند خديهِ، عند حاجبيهِ، عند عروق يديهِ.. تقف عند عينيه دهرًا.. جئتم تشبهون أباكم لأنني أحبه أكثر. فقال أبي من بعيد: - قبل أن تُصدِّق أمك، أنظر إلى وجهي، صرتُ أشبهها لأني أحبها أكثر. .

اليوم العاشر

ما اروع أن تكون عراقي ان يكون الموت احد رفاق الصدفة الذي قد تُقباله بأي وقت ممكن دون سابق موعد . ان تتشظى باقدار الله وتستيقظ صباحاً لتتوكل عليه . ان تُتابع اصدقاء عراقيين وبعد تعب نهار عراقي طويل مليئ بالمخاطر تحاول ان تُغيرْ من مزاجك وتتصفح الميديا لترى اصدقائك العراقيين هم عراقيين بالفعل فاحدهم ينشر صور لقبور خضراء والأخر يستذكر صورة بالاسود والابيض لقبر منحوس ، لأنهُ لا زا َّ ل يُذكر. وأخر حيران لا يعرف ما الذي يفعله يقوم بكتابة منشوره او يُعد قبره بالأول . ولكن انا اعذرهم فا هم عراقيين ولم يحالفهم الحظ ليروا عيناكِ ولو فعلوا لكتبوا الشعر المقفى سهواً .. عذراً المنشور محبط بعض الشي لكن هذا ما حدث اليوم

تحدي ال29 يوم .. اليوم العاشر

صورة
صارلي عشرة ايام اكتب قصص ونصوص ادبية قصيرة وعديدة وكذلك قريت بعض الكتب واطلع على مصادر بالنت . الى حد الان كتبت 12 قصة وشاركت منها عشرة قصص على مدونتي الخاصة في منصة بلوگر وكذلك كتبة العديد من النصوص الادبية والخواطر الاخرى بالاضافة دائما ما اقوم بالقراءة حتى احفز ذهني للكتابة وادخل بمود الكتابة واقوي قريحتي وفكري والمطالعة والقراءة  ودائما ما اطلع على هذا الموقع وكلش فادني وزاد من معلوماتي بالاضافة الى كتابين انتهيت من قراءتهن وحالياً جاي اقرا رواية زمن منسي وهذا غلاف الرواية  بعد ما استمريت بالكتابة وضليت اكتب كل يوم حسيت نفسي من صدك كاتب وعلية مسؤلية الكتابة فلازم اكتب كل يوم وهذا تطور مهم بالنسبة الي لان اخيراً اقتنعت انا كاتب ومو مجرد هاوي وهاذي جرائة مني اصرح بهيج شي بس لا بأس . اول يوم ايام حسيت نفسي مرتبط ومجبر ان اكتب وانا ما احب الارتباط زعجني هالشي بعض الشيء بس تالي تعودت وصرت احب هذا الارتباط . الخطة مالتي راح تكون بالايام الجاية اكثر صعوبة راح احاول اكتب اكثر من قصة بيوم واحد واطلع على كتب ومصادر اك وفي النهاية احب اشارك انه انا ممتن الى :   1- الى ثامن عجائب الدنيا وان ل

اليوم التاسع

 الحزن حالة عراقية أصيلة، محفوظة الحقوق، لا ينازعها شعب عراقة الاختراع. يموت الإله ديموزي، فتلطم اخته عليه، وتقيم المآتم في معابد أور، ونيبور، وإريدو، وباد تيبيرا، ولارسا، وسيبار، وشوروباك وأوروك.. أسابيع طويلة من الحزن والنواح، والبكاء على أصوات القصب والطبول. الرجال في العراق يبكون في مواسم الحزن، بغض النظر عن اسم الإله المغدور، رجال العراق فقط من يجهرون بالبكاء.  تقول أمي أنها أحبت أبي لأنها رأته يبكي وكانت عيناه مغريتان مثل مشحوفٍ غارقٍ في أجمَّة بردي، ودموعه المتجمعة على رموشه  كانت شهيّة مثل عذقِ (رُطبٍ برحيٍّ) نصفُ ناضج. النساء تبكي في العراق على إله عاشق، خدعته امرأة، وقتلته، يبكين على جمال أجسادهنَّ المهدور، على رمَّانات ذابلة، وشفاهٍ ناشفة، وسيقانٍ باهتة، وشعرٍ مسجون، فالإله اللاتي ينتظرنه: مات.

اليوم الثامن

 أنا الوحيد من بين إخوتي من يشاكس أمي، بإيحاءات محرّمة، لأني أقرب من اخوتي اليها ودائما ما اعاملها وكأنها اختي وهي كانت بالفعل اخت لنا بحكم اننا لم نحظا بفرصة القدر ليكون لنا اخت . في إحدى المرات رأيت امي تحمل ملقطًا صغيرًا لازالة الشعر وتتلفَّتْ، ثم سألتني: - أين أبوك العجوز؟ قلت لها: - ما دمتِ تعلمين بأنه عجوز، ولا يستطيع أن يعود عريسًا، فلماذا تسألين عنه وقت القيلولة؟ فقالت: - يا خبيث، ليس كما تظن، لكنني فجأة أحسست ُ بِألم شوكة في قلبي، وأظن أن شوكةً صغيرةً دخلت في قدم أبيك. وقبل أن أقول شيئًا، دخل علينا أبي وهو يعرج. قال لي أبي حينها وهو مستسلم تمامًا للعملية الجراحية التي أخضعته لها أمي: ـ إياكَ أن تكون أحمقًا من بعدي، وتصدِّق الكتب التي تقرأها وتظنُّ بأنكَ ستكون مرتاحًا باعتزالكَ الناس، والعيش وحيدًا في مزرعة، وتتوهم السعادة، فالرجل منا يحتاج إلى امرأة، تخرج شظية شوكة من يده، من قدمه، ومن قلبه.

اليوم السابع

 طالما تمنيتُ لو أني ولدتُ كبيراً، مع بطاقة ذاكرة صغيرة - ليست صينيةً بالطبع - لكي أتحاشى الحماقات التي ارتكبتها، وأختصر الطريق والزمن، وأختار الحياة التي أريدها، والتي لم أعرفها إلا وأنا في الخريف، منتظراً نسمة الريح التي ستسقطني من الشجرة، لأعود إلى الأرض التي أتيتُ منها.  قبل فترة تعرضتُ إلى حادثة سير  مِتُ دقيقتين. كانتا دهراً من الصمتِ والعدم، شكراً يا الله، ثمَّ ولدتُ من جديد.  ولدتُ كبيراً وببطاقةِ ذاكرة عربية، كل يومٍ سأعيشهُ الآن هو يومٌ جديد من عمري الثاني الأجمل والأكمل والأروع. في المستشفى زارني صديقي الشيخ وأخبرني أن كل ما حدث كان نتيجة خطيئةٍ عظيمةٍ إقترفتها وعليَّ أن أُكفِرَ عن ذنبي، سألتهُ عن طريقة التكفير؟ فقال لي: يجبُ عليكَ أن تعتِقَ رقبة، فقلت له: قاتل الله لينكولن، حرر كل العبيد وخربَ علينا ديننا. فقال: عليكَ إذن أن تُطعمَ ستينَ مسكيناً، فقلتُ له: هذهِ أصعب من الأولى، فالقارة العجوز التي تعيش على البقرة لا يوجد فيها مسكينٌ واحد، فما بالكُ بالبلدان التي تملكُ بحوراً من النفط، قال لي: لا خيار أمامكَ سوى أن تصوم شهرين متتابعين، فقلتُ له: هذهِ هينة، فلطالما كانت أمي صا