اليوم التاسع

 الحزن حالة عراقية أصيلة، محفوظة الحقوق، لا ينازعها شعب عراقة الاختراع.

يموت الإله ديموزي، فتلطم اخته عليه، وتقيم المآتم في معابد أور، ونيبور، وإريدو، وباد تيبيرا، ولارسا، وسيبار، وشوروباك وأوروك.. أسابيع طويلة من الحزن والنواح، والبكاء على أصوات القصب والطبول.

الرجال في العراق يبكون في مواسم الحزن، بغض النظر عن اسم الإله المغدور، رجال العراق فقط من يجهرون بالبكاء. 

تقول أمي أنها أحبت أبي لأنها رأته يبكي وكانت عيناه مغريتان مثل مشحوفٍ غارقٍ في أجمَّة بردي، ودموعه المتجمعة على رموشه  كانت شهيّة مثل عذقِ (رُطبٍ برحيٍّ) نصفُ ناضج.

النساء تبكي في العراق على إله عاشق، خدعته امرأة، وقتلته، يبكين على جمال أجسادهنَّ المهدور، على رمَّانات ذابلة، وشفاهٍ ناشفة، وسيقانٍ باهتة، وشعرٍ مسجون، فالإله اللاتي ينتظرنه: مات.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تحدي ال29 يوم / مدونة التخرج

اليوم 29

اليوم الخامس ( الاهتمام ميزة الحب الاولى )