اليوم 15

 حينما كنتُ مراهقاً، كتبتُ سبعًا وستين رسالة حب لأبنة الجيران التي لا تعرفني.

 كتبتها بلا أسماء، كنتُ أخشى أن تقع في يدِّ شخصٍ ما وأُفتَضحْ، 

الحبُّ كان حرامًا في ذلك الزمان.

لم أرسل أيَّاً منها، كنتُ جبانًا جدًا، وفي لحظة ملعونة؛ فقدتُ الرسائل كلّها دفعة واحدة، لا أعلم أين أختفت. 

لأيام تحاشيتُ النظر لوجه أبي، أمي لم تكن تعرف القراءة، هذا جيّد، لكنَّ أخويَّ الكبيرين كانا يعرفان القراءة، أبي كان يعرف.

لماذا لم أحرق تلك الرسائل الملعونة بعدما تزوجت إبنة الجيران؟

لماذا احتفظتُ بدليل إدانتي؟؟ كانت أيامًا قاسيةً ومرعبة.

وحيث أن الرسائل لم تظهر، تناسيتُ الموقف شيئًا فشيئًا مع رتابة الحياة.

بعد سنوات، وفي أوج مشكلة أخي الأصغر وزوجته، سبب المشكلة أن أخي أراد أن يتزوج زوجةً ثانية، فجاءت زوجته ونثرت رسائلي كلّها أمام الجميع، وقالت:

ـ إنظروا لكلِّ هذه الرسائل، إنها من جعلتني أتعلق به، أنظروا كم كان يحبني، بالله عليكم خبروني كيف يمكن لهذا العشق أن ينتهي؟


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تحدي ال29 يوم / مدونة التخرج

اليوم 29

اليوم الخامس ( الاهتمام ميزة الحب الاولى )