المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢١

اليوم السادس

حين كنتُ آدم.. كنتُ أجلس وحيدًا في الجنة، ألعبُ في التفاح والأفاعي، كنتُ لا أعرف بعد أن الله سمح للإنسان بالأكل، حتى رأيتكِ تخرجين من النهر، وتقضمين التفاحة.. التفاحة التي ستصبح لاحقًا شعارًا للهاتف الذي تأخذين به سيلفي وتبخلين عليَّ بالصورة. . حين تغيبين، تتحول الدنيا إلى صحراء، كلُّ ذرَّة رملٍ منها: كوكبٌ ضائع. . لقد أحببتكِ بكلِّ طاقتي استنفدتُ قلبي كله في هذا الحب لذلك لم يعد بمقدور أحدٍ مساعدتي ولا حتى أنتِ . أنتِ التفاحة التي حيَّرتْ آدم   تفاحة الله المحرمة أنتِ أشهى من الذنب وأحلى من التوبة فبعد أن ذاق خمركِ: لم يعد يدري: أيحمد الله، أم يستغفر؟ 

اليوم الخامس ( الاهتمام ميزة الحب الاولى )

  تقول الست عرفات عند دخولي الى المستشفى سألني ابني الكبير حسام، كُنا جميعاً نطلب منك الذهاب الى المستشفى لأخذ جرعات الكيمياوي لكنكِ كنتِ ترفضين وتقولين بأنكِ في صحة جيدة، لكن عند خروج ابي من البيت لحضور اجتماع العمل طلبتي مني الذهاب الى المستشفى ما الذي تغير !؟؟  عندها قلتُ له ثلاثين سنة  عشتها مع ابيك، كان في كل اجتماع عمل يستيقظ متأخر ويقوم بلبس ثيابه بسرعة الحلزون وعندما يأتي دور ربطة العنق يجري الي كطفلاً باول ايامه في المدرسة ويطلب مني ان اربط له الربطة ولمعة عيناه توحي بأنه قد نسيَ الاجتماع ويريدنا ان نجتمع بقرب الشرفة .. كنتُ اشعر حقاً بأني ام حتى قبل ان انجبكم  انت واخواتك واليوم وبعد ثلاثين سنة اكتشفت بأن ابيك كان يعرف كيف يربط ربطة العنق عندما قام بربطها بنفسه وذهب للعمل مبكراً .. عندها ايقنتُ بأني مريضة واحتاج الى زيارة الطبيب 

اليوم الرابع ( يا ليتني كنتُ انسانياً )

  شتان ما بين حقيقتنا الأنسانية وحقيقة افكارنا الواقعية، دائما ما افضل التعامل بالأنسانية لكن الواقعية في بعض الاحيان ت ُ فرض علينا .. اليوم وانا اجلس امام بيتنا لقضاء البعض من دقائق العصر المملة التي لا تكفي لفعل شيء سوا التأمل، اقتربت مني بنت جارنا الطفلة حسناء وهي تحمل بيدها طائر كان قد لقي حتفه كافكار العصر السريعة..  قالت لي الطفلة هذا الطائر يغط في نوم عميق ومنذُ دقائق وانا احاول ان ايقظه ولكنه لا يفيق، عندها اخذت الطائر من الطفلة وقلت لها هذا الطائر رايته البارحة يحمل الكثير من الامتعة ويطير بسرعة وهو الان يغط في نوم عميق، من الواضح انه كان منشغل بالعمل لجمع قوته واخذ بعض اوقات العمل  الاضافية لكي يشتري بعض الحلوى لصغاره ، وها قد نال التعب منه ومن الصعب ان يستيقظ الان، اتركيه الان لدي سوف اقوم بوضعه ع وسادة مريحة وعندما يستيقظ سوف اطلقه ليعود الى صغاره، اذهبي انت الى بيتكم يا حسناء وسوف اخبر الطائر عندما يستيقظ بأن طفلة جميلة مثلك قد حملته بعيدا عن الخطر .... هذا ما تمنيتُ قوله لحسناء قبل ان اقول لها بان الطائر قد مات ولن يصيبه اسوء من ذلك بعد الان

اليوم الثالث من ال29 يوم وقصة اخرى

  اسوء ما تفعله في ليلة كئيبة هو حنينك الى الماضي وشعور الارتعاش والقشعريرة في كل موقف تتذكره وتتمنى لو تستطيع ان تعود بالزمن ولو للحظات، اسوء ما تعيشه في الماضي قد يصبح ذكرى حنينة في المستقبل ..  اذكر في احد ايام الصيف الحارة كانت طلبات خبز الاهالي تتوالى على بيتنا وكانت السعادة في كل طلبية تَملأ عينا امي وكأنَ ابي قد طلب يدها للمرة الثانية، وبعد كل طلبية خبز من الاهالي يقترب حلم امي من ان يتحقق فهي الان باتت قريبة من ان تشتري زي اخي الموحد لكشافة المدرسة ..  كان اخي كعادته قدوة لجميع من في المدرسة وليس لشعبته فقط كان هذا الفخر يكفي امي بأن تزود الصين بالخبز، كنت اتمنى ان ادخل المدرسة وتفتخر بي امي كما تفتخر باخي ..   دخلت المدرسة وفي اول يوم لي في المدرسة البستني امي ثياب الخبز واوصت عليَ قدوة المدرسة اخي، لكن في اليوم الثاني اختفى اخي ولم استطع ان اذهب الى المدرسة كان ذلك اليوم هو الاول الذي لم تشغل فيه حرارة التنور بيتنا الصغير..  لم اعرف اين اخي ولا احد يجيب عندما اسئل وقد غبت عن المدرسة ايام عديدة وبعد فترة طلبت ان اذهب الى المدرسة، البستني امي وذهبت هذه المرة وحدي وعندما وصلت ا

( اطيرُ بالقرب من الهاوية )

اذكر في ذلك اليوم غير الاعتيادي انتقص الاصدقاء من ملابسي الحقيرة التي لم تواكب الموضة ،  نظروا لكل شي يكسوني ولم ينظروا لما اكسوه انتِ الوحيدة التي ابصرتِ لما في داخلي عندها حدثتيني لاول مرة وسألتيني، كم مرة قد ركبت الطائرة وحلقت في السماء كنتُ مذهولاّ واجبتكِ، ثلاث مرات : كانت اول مرة في احد ليالي الشتاء المظلمة عندما كان ابي يقص علينا قصة العنقاء العملاقة ويركبنا عليها انا واخوتي الصغار حتى يتسنى لاخي بعض الوقت دون مشاغبتنا  وينعزل بمصباح الكاز (لالة) حتى يؤدي واجباته المدرسية ، كانت العنقاء تطير بنا في جميع انحاء المنزل وتحط مع انطفاء مصباحنا لتغفوا معنا . وفي المرة الثانية : عندما كنت احاول ان ابعث طائرتي الورقية الى السماء لكن دون جدوة كنت ارى الاولاد يحلقون بطائراتهم الا انا لم تفلح طائرتي، بائت طائرتي بالفشل لكن بعد اجر ا ء بعض التعديلات عليها طارت بعيداً وتفاجئ جميع الاولاد بعد ان راوها ، كنت ارفرف معها  كأنها تجسيد لحلمي حيث انهُ لم يتحقق الى الان ولكن ان تحقق سوف يذهب الى بعيد . والمرة الثالثة هي الان عندما تحدثتي الي .. بعد ان ظننت بانك ابصرتي ما في داخلي  سألتيني : ع

اليوم الاول من ال29 يوم اقص عليكم قصة اشبه بالواقعية

  المساء اليوم مختلف عليْ واعتيادي على كل من في الشارع درجات الحرارة اللاهبة لا تمنع الحياة في مدينتي فكل من في الشارع يضحكون ويؤدون تحاياهم المتعارفة..  لفت انتباهي رجل مُسن كان جالس وحده ويعد اصابعه وكان في كل مرة يكرر العد وفي النهاية يقول سوف يُغشى علي، عندها اخذني الفضول اليه وجلست بقربه لكنه لم يتقبل وجودي بجانبه وقال لي اذهب بعيداً وعاد ليعد اصابعه مرة اخرى، الان اصبحتُ في حيرة واصبح من الضرورة ان اعرف ما يفعله ..  جلست بعيداً وبقيتُ انظر الى الرجل وهو يعد وفي هذه الاثناء مر بائع الغزل (شعر بنات) ورايت الرجل المُسن ينظر الى الغزل مثل نظرة الاطفال للحلوى، فقمت واشتريت الغزل واعطيته اياه فتقبل تواجدي بجانبه وبعد دقائق سئلته لماذا تعد هاكذا وتقول سوف  يغشى علي !؟ نظر الي وقال منذ سبع سنوات اعلمني الطبيب بأني اصبت بمرض السكري وبعدها صار يغشى علي فتسعفني زوجتي هناء وتعطيني الانسولين وبعد ان اعتدنا على المرض ونوباتي المتكررة اصبحت هناء في كل نوبة سكر تُصيبني تأتيني مُسرعة وتقول لي عد من الواحد الى العشرة وسوف آتي بالانسولين واكون بقربك عند الانتهاء من العد ، والان مرت ثلاث سنوات وان

تحدي ال29 يوم

صورة
 مرحبا  انا علي عظيم  اسكن في البصرة جنوب العراق / العمر 24 سنة   طالب في المرحلة الاخيرة من كلية التربية للعلوم الصرفة قسم الكيمياء . ممثل وصانع محتوى وكاتب للنصوص الادبية والقصص القصيرة والسيناريوهات بالاضافة الى الشعر والالقاء الصوتي . اختاريت الكتابة لان انا دائما ما اقوم بالتعبير عن اي ضغط او كبت عن طريق الكتابة ، واحب تجسيد المواقف التصير وياي عن طريق الكتابة وممكن اضيفلها بعض الخيال حتى تكون معبرة اكثر ، واحب ان ادون شغفي او افكاري بهيئة قصص تلامس المجتمع .  ويكولون الابداع ينبع من رحم المعاناة ، فكل ما كانت التجربة قاسية زاد الابداع والشغف . قررت اخوض تحدي ال29 يوم لأنه تجربة جديدة الي وتحديد لنفسي حتى اقوم في كل يوم من ال29 يوم بكتابة قصة او نص جديد، واكيد هذا التحدي راح يضيفلي وراح يقوي عندي قريحة الكتابة والاستمرار بالابداع . انا انسان طموح و واثق راح اوصل لمبتغاي وتحقيق حلمي بمجال الكتابة عن طريق اصدار مجموعة كتب خاصة بي، بالاضافة الى الوصال بالتمثيل الى المكان الراسمة بمخيلتي ، فتحدي ال29 يوم ما اريد اكول هو البداية لان انا بادي من قبل وتحدي ال29 يوم هو راح يكون احد ركائز